أجهزة

note3-08

منذ نجاح جالكسي نوت الأول و اثباته لتواجد سوق مهتم لمثل هذا النوع من المنتجات، و سامسونج أصبحت تطلق نسخة جديدة منه بشكل سنوي. و كل سنة تحاول سامسونج أن تقدم منتجا أفضل بأفكار جديدة و مواصفات حديثة. و لعل التركيز الأكبر يتجه لكيفية استغلال القلم، و هو الأمر الذي يتألق فيه النوت أكثر من غيره و ربما يحتكره نوعا ما، خصوصا أن الشاشات الكبيرة لم تعد شيئا غريبا هذه الأيام. سامسونج تخرج مؤخرا مع تصريحات تعبر فيها عن إحباطها بمبيعات Galaxy S 4 مؤخرا، و ربما هذا قد يرتبط كثيرا بمسألة أن الهاتف لم يتغير كثيرا عن سابقه. لكن ماذا عن النوت 3، هل يحمل حقا ما يشفع له بأن يكون منتجا جديدا يستحق الإقتناء؟ لنلقي نظرة أقرب عليه و على مميزاته و عيوبه عبر هذه المراجعة الشاملة من موقع الكتروني نت.

الشكل و التصميم
نظرة أولى على الجالكسي نوت 3 و قد تجده يشبه كثيرا نوت 2، و ربما بشكل أكبر جالكسي اس 3. كبداية زوايا الهاتف أصبحت أقل إنحناء، و مثل الجالكسي اس 3، الأطراف أصبحت مستقيمة أكثر من كونها مائلة، مع لون معدني فضي لكن مصنوع من البلاستيك بكل تأكيد. في الخلف نجد التغيير الأكبر و الذي يتميز به جالكسي نوت 3 لوحده، حيث قامت سامسونج بصنع غطاء بلاستيكي يبدو كسطح من الجلد، مع خياطة مزيفة على أطرافه، بدلا عن السطح البلاستيكي اللماع في نوت 2. الهدف من هذا التصميم هو أن يظهر الهاتف و كأنه دفتر مذكرات جلدي. لا يوجد شك أن المنظر أفضل من نسخة السنة الماضية، لكن لا زلنا نطمح لشيء أفضل خصوصا بهذا السعر المرتفع، و ربما تقديم منظر راقي مثل ما نرى من بعض هواتف HTC و سوني مؤخرا.

note3-04

لا يوجد أمر خارج عن المألوف في أزرار الهاتف، فعلى اليمين زر القفل و على اليسار أزرار التحكم بالصوت. في أعلى الجهاز هناك فتحات سماعة الرأس، أما في الأسفل هناك فتحة microUSB للشحن و نقل البيانات، و لكنها ليست فتحتنا المعتادة! هذه المرة تقدم سامسونج منفذا يندر أن نراه في الهواتف حتى الآن، و هو من نوع USB 3، و هذا يعني سرعة نقل بيانات أكبر. ليس ذلك فقط، بل يساعد هذا المنفذ على سرعة شحن أكبر للهاتف من المعتاد بنسبة 80%. المنفذ يبدو غريبا، فهو مثل منفذ مايكرو عادي لكن يتصل به جزء صغير آخر، لكن كخبر جميل للمتابعين فهذا المنفذ متوافق أيضا مع أسلاك مايكرو usb العادية و يمكنك شحن الهاتف بأي سلك قديم تملكه. في الأسفل أيضا نجد مكان القلم المعتاد، و أخيرا في الخلف و تحت الغطاء هناك فتحة الشريحة و كروت microSD المعتادة و التي تتيح حتى 64GB إضافية. الغريب في الأمر أننا لم نجد فتحة كروت الذاكرة بسهولة، حيث اكتشفنا أنها تقع مباشرة فوق مكان الشريحة، و ربما سامسونج قامت بذلك لاستغلال المساحة.

الشاشة
النوت يعرف كثيرا بشاشته الكبيرة، فهو منذ البداية أثبت أن هناك من المستخدمين من يهتم فعلا لشاشات بهذا الحجم. و منذ أول إصدار للنوت و سامسونج تقوم بزيادة حجم الشاشة سنويا، و هذا العام ليس استثناء. النوت 3 يقدم شاشة بحجم 5.7 انش بدلا من شاشة 5.5 انش المرة الماضية. البعض قد يعتقد أن حجم الهاتف سيزيد بما أن الشاشة أصبحت أكبر، لكن هنا حققت سامسونج إنجازا جميلا للمستخدمين، حيث أن حجم الهاتف بقي كما هو تقريبا، بل إنه أصبح أصغر. ما فعلته سامسونج هو أنها استغلت الزوائد على يمين و يسار الشاشة السابقة، و زادت نسبة الشاشة منها و قللت الأطراف، و هذا ينطلق على الجزء العلوي و السفلي أيضا. نوت 3 يملك نفس عرض نوت 2 تقريبا لكنه أقل طولا. أيضا نوت 3 أقل سمكا من نوت 2 و أخف وزنا. مع كل هذه التغييرات لا يمكن أن يكون المستخدم غير راضيا عن أبعاد الجهاز، فهذا تقدم مرضي تماما.

note3-01

شاشة الهاتف من نوع Super AMOLED المعتاد، و هذه المرة تم تقديم دقة Full HD و تحديدا 1920×1080 بدلا من دقة 1280×720 السابقة. هذا يجعل كثافة الشاشة عالية، و هناك 386 بكسل مقابل كل انش في الشاشة، رقم أعلى بفرق واضح عن نوت 2 السابق. تقنية AMOLED كالعادة تتألق في تقديم ألوان ساطعة و رائعة، و لكنها تكون باردة أحيانا مقارنة بالـLCD. شاشة Note 3 ممتعة جدا في الإستخدام، و مع زوايا المشاهدة الممتازة فهي مناسبة لمشاهدي الأفلام و الفيديو. كونها شاشة كبيرة و دقتها عالية و كون الجهاز يأتي مع قلم، فتصفح الإنترنت سيكون ممتازا و عمليا. و لا ننسى مع العتاد القوية و الأداء الممتاز فالشاشة ستبدو مبهرة مع تجربة الألعاب خصوصا ثلاثية الأبعاد.

الكاميرا و التصوير
على صعيد الكاميرا فجالكسي نوت 3 يقوم بقفزة الى 13 ميجا بكسل للكاميرا الأساسية الخلفية مقارنة بالعام الماضي. و سامسونج لا تخيب الضن إطلاقا مع هذه الكاميرا، و ترقى للتوقعات التي بنيناها بعد تجربتنا للجالكسي اس 3. الكاميرا الأساسية تقدم صور ثابتة ممتازة جدا و ذات جودة و دقة عالية خصوصا في النهار و تحت ظروف الإضاءة الممتازة. تحت ظروف الإضاءة الضعيفة فالنتيجة متفاوتة كما هو الحالي مع كثير من الهواتف الأخرى ذات المواصفات المشابهة. المشكلة الرئيسية في الإضاءة الضعيفة هي عدم قدرة الهاتف الحصول على فوكس ممتاز، و يجب عليك أحيانا حريكه بشكل يدوي. تركنا لكم بعض عينات الصور لتروها بنفسكم في الأسفل، مع تنويع ظروف الإضاءة حتى تتضح الأمور بشكل أكبر.

تصوير الفيديو في النهار لا يقل إبهارا عن الصور الثابتة، حيث أن الصورة شديدة الوضوح و الدقة. سامسونج رفعت المعايير هنا أيضا بتقديم دقة 4K لأول مرة، لكن مشكلة هذه الدقة أنه يصعب معاينتها، و تحتاج مثلا الى تلفزيون يدعم 4K لتقوم بمشاهدة الفيديو بكامل حلته. التصوير في الليل ليس مميزا جدا عن تجارب أخرى، مع تغيير الفوكس بشكل تلقائي و مستمر أثناء التصوير و تراجع جودة الصورة و دقتها. قمنا كالعادة بأخذ فيديو مرة ف يالنهار و مرة في الليل، و يمكنكم مشاهدة نتائج تجاربنا في الأسفل.

بالنسبة للأطوار و برمجيات التصوير، فتقريبا أغلب الخصائص تسجل عودتها، و منها “أفضل وجه” و “الصوت و الالتقاط” و “الصور المتحركة”. هناك أيضا أطوار جديدة مثل “جولف” و “لقطة مجسمة”. بالنسبة لطور “جولف” فهو يظهر لك شبحا للاعب جولف يحمل المضرب أمامك، و عليك أن تجعل لاعب الجولف الحقيقي يكون في وضعية مشابهة داخل عدستك، الطور بشكل عام مخصص للاعبي الجولف و لا أتوقع أن يستفيد منه الكثيرون. الطور الحديث الآخر هو “لقطة مسجمة” و ربما يعرف بالإنجليزية بـSphere Shot، و فيه يتم أخذ صورة لها إنحنائات مثل ما نرى في العدسة. طريقة أخذ الصورة مشابهة لطريقة أخذ الصورة البانورامية حيث تدور بالهاتف و تلتقط عدة صور من زوايا مختلفة.

نظام التشغيل و الواجهة
يعتبر Note 3 أول هاتف من سامسونج يصدر من البداية بنظام Android 4.3، و كالعادة يرافق هذا النظام واجهة سامسونج التي لم تتغير كثيرا من ناحية المنظر الأساسي. واجهة Touch Wiz الخاصة بسامسونج تسيطر كثيرا على المظهر العام للنظام، و ستجد الكثير من الإضافات و الإشعارات منها بشكل مستمر، و يمكنك إغلاقها لاحقا أو حذفها اذا لم ترق لك. النوت بسبب القلم الذي يرافقه يملك الكثير من الخصائص و الإفكار مقارنة بالهواتف الأخرى. بعض التطبيقات و الخصائص تستمر في الهاتف من النوت 2، و هناك بعض الخصائص الإضافية التي تقدمها سامسونج لنسخة هذا العام الحديثة من النوت.

note3-02

لعلنا نبدأ أولا مع Air Command، و هي قامة خيارات تظهر لك على الشاشة الرئيسية بمجرد نزعك للقلم من الهاتف، أو عن طريق ضغط زر القلم بينما هو يطفو فوق الشاشة. القائمة تشبه ما يمكن أن يظهر لنا اذا ضغطنا زر الفأرة اليمين على شاشة كمبيوتر، الا أنها قائمة دائرية بدل أن تكون مستطيلة. القائمة تتيح عدة خيارات سنتحدث عن بعضها هنا، و ربما نبدأ بالـAction Memo. هذا التطبيق سيظهر لك ورقة على الشاشة، يمكنك كتابة بعض الملاحظات السريعة عليها، لكن الفرق هنا أنها تستطيع تحويلها الى أوامر. فمثلا إن كتبت رقم هاتف بيدك، فسيقوم التطبيق بإظهار قائمة سريعة تحته، مثل إجراء مكالمة برقم الهاتف الذي كتبته، أو إضافته الى قائمة الإتصال. أيضا سينتطبق ذلك على عنوان بريد الكتروني إن كتبته أو حتى رابط موقع انترنت.

تطبيق آخر من القائمة هو Pen Window، و عبره تقوم برسم مستطيل على الشاشة يصبح نافذة جديدة تفتح من خلالها تطبيق منفصل. هنا سيعطيك الهاتف خيارات بسيطة بينها متصفح انترنت و الآلة الحاسبة، و يمكنك التحكم بحجم هذه النافذة و أيضا تصغيرها للأسفل. بالتأكيد فكرة تعدد المهام هذه لا تعني أن الخاصية القديمة اختفت، بل هي موجودة حيث كالعادة تستطيع قسم الشاشة نصفين و تشغيل تطبيقين مختلفين في نفس الوقت. هذا العام تم تطوير خاصية تعدد المهام في الواقع، حيث لا يجب أن يكون التطبيقين مختلفين، حيث يمكنك فتح نفس التطبيق مرتين على نفس الشاشة المقسومة. أيضا يمكنك نقل بعض البيانات، مثل نسخ نصوص من النافذة العلوية الى النافذة السفلية.

بعض الأفكار السابقة تعود هنا مثل الإستخدام بيد واحدة، لكن تم تطويره بشكل أكبر لينطبق على الهاتق بالكامل بدلا من أي ينحصر على لوحة التحكم (الكيبورد) فقط. عن طريقة حركة اصبع خاصة يمكنك تحويل الهاتف برمته الى نافذة صغيرة، ثم أن تضعها على اليسار أو اليمين و تصبح أسهل للإستخدام بيد واحدة. شخصيا يدي صغيرة بعض الشيء و وجدت صعوبة حتى مع هذه الحركة بالتحكم بيد واحدة. نجد أيضا الهاتف يقدم حركة استشعار العين مرة أخرى، لكن هنا يمكن للإستشعار تحريك الصفحة للأعلى و الأسفل بناء على حركة عينك ذاتها. هناك الكثير من الخصائص الإضافية التي من الصعب حصرها في كلمات بسيطة، لذلك يمكنكم المتابعة معنا لاحقا حيث نقوم بنشر فيديوين في الفترة القادمة لتغطية أفكار و مهارات النوت 3 الجديدة.

note3-14

الأداء و العتاد
جالكسي نوت 3 عبارة عن آلة جبارة كهاتف محمول، فهو يحمل أسرع معالج في السوق سنابدراجون 800 و هو المفضل مؤخرا، و رأيناه في LG G2 و في Xperia Z1 أيضا. لكن جالكسي نوت 3 يرفع المعايير عبتة إضافية، و يقدم ذاكرة عشوائية بقدرة 3GB. هناك خيارين للذاكرة التخزينية و هي 32GB و 64GB، و يمكنك توسعتها بـ64GB إضافية عن طريق كروت الذاكرة. اذا كان العتاد قويا بالأرقام فتأكد تماما أنه كذلك أثناء الأداء، فالهاتف سريع جدا و سلسل مهما رميت عليه من الإستخدام الثقيل. و ما يجعل الأمر أكثر راحة فالبطارية تم رفعها الى 3,200 ميلي امبير، ليس بالفرق الكبير عن العام الماضي، لكنها بطارية ممتازة و يمكنها تحمل يوم و نصف من الإستخدام الأكثر من معتدل.

خاتمة
لا يوجد شيء مثل النوت، فهو مميز بكل تطبيقاته و أفكاره التي تستغل القلم، لذلك من الصعب مقارنته بأي منافس الا نفسه، و هو يملك جمهوره الخاص فليس الكل يرضى بالشاشة الكبيرة أو يحبذ القلم. الهاتف حصل على ترقية من جميع النواحي عن نوت 2، لكن ربما ليس للدرجة التي تدفع أصحاب نوت 2 للترقية، خصوصا أن النوت 2 لا زال يقدم أداء قوي و يمكن لمستخدميه الإنتظار سنة إضافية. لأصحاب الجيل الأول من نوت أو المهتمين به حديثا، ستجدون ما يسركم هنا بكل تأكيد، فهو هاتف قوي و صاحب أداء ممتاز و يملك الكثير من الخصائص و التطبيقات التي لن تجدها في هاتف أندرويد آخر. سامسونج قررت رفع سعر الهاتف هذا العام، و نسخة 4G تباع بسعر رسمي هو 3,000 ريال، و ربما يجده الكثيرون مرتفعا، خصوصا مع وجود خيارات أخرى تقدم اتصال 4G بأسعار تبدأ من 2200 ريال. و هناك مواد التصنيع البلاستيكية التي تستمر فيها سامسونج و تقدمها مرة أخرى على شكل ظهر جلدي مزيف هذه المرة. بهذا السعر المرتفع نتوقع من سامسونج تصميما أرقى من هذا، لكنه في النهاية بشكل واضح أجمل من نسخة السنة الماضية. خلافا لنقطة السعر و البلاستيك، لا يمكن الا أن نملي الثناء على هذا المنتج الرائع و الفريد من نوعه، و من يحصل عليه سيشاركنا الرأي بإذن الله.