خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، إقترح تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن شركة Snapchat قررت رفض الطلب المقدم إليها من قبل مارك زوكربيرغ للإستحواذ عليها بقيمة 1 مليار دولار. وينبغي الإشارة إلى أن شركة Snapchat هي من تقف وراء تطوير تطبيق المراسلة الشهير Snapchat والذي يسمح للمستخدمين بتبادل الرسائل وحذفها بسرعة. وللتوضيح أكثر فإن هذا التطبيق يسمح للمستخدم بإرسال رسالة إلى مستخدم آخر مع برمجتها على وقت محدد لكي تقوم بتدمير نفسها ذاتيا. وعلى ما يبدو فإن سرعة نمو تطبيق Snapchat قد أثارت إهتمام مؤسس شركة الفيسبوك، السيد مارك زوكربيرغ والذي سبق له وأن قاد عملية إستحواذ مماثلة عندما قام بشراء الشبكة الإجتماعية Instagram المتخصصة في مشاركة الصور بقيمة بلغت 1 مليار دولار.

وبعد إلقاء نظرة على بعض الأرقام الصادرة من قبل وكالة Pew Research Center المتخصصة في بحوث السوق، فقد أصبحت لدينا فكرة جيدة لماذا مارك زوكربيرغ يريد الإستحواذ على تطبيق Snapchat ولماذا قامت شركة Snapchat برفض طلبه. وتظهر الدراسة بأن 9% من أصحاب الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة الأمريكية يستخدمون تطبيق Snapchat. وعلى سبيل المقارنة، فإن 18% من مستخدمي الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم تطبيق إنستاجرام. وإذا كان لنا أن نحول هذه النسب إلى أرقام فعلية، فقد إستطعنا أن نستنتج بأن تطبيق Snapchat يمتلك 26 مليون مستخدم في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، في حين تمتلك شبكة إنستاجرام 52 مليون مستخدم في هذا البلد.

أحد الأسباب التي دفعت شركة Snapchat إلى رفض صفقة مارك زوكربيرغ هي قيمة الشركة. في وقت سابق من هذا العام، كانت قيمة شركة Snapchat تبلغ 800 مليون دولار أمريكي. الآن، وبعد مرور بضعة أشهر، فقد إرتفعت قيمة الشركة وأصبحت تتراوح الآن بين 3 و 4 مليار دولار. نعم، سيتوجب على الشركات دفع ذلك الكم الهائل من المال من أجل الحصول على هذه الشركة التي ليس لديها حتى الآن قرش واحد من الدخل.

وقبل أن تبدأ في التمتمة أو السخرية بشأن القيمة السوقية لتطبيق Snapchat، فيجب عليك ان تعلم بأن هذا التطبيق يعتبر من أسرع التطبيقات نموا في العالم، فقد كان مستخدمي هذا التطبيق يرسلون 350 مليون صورة يوميا من خلال التطبيق وهذا رقم ضخم إذا ما قمنا بمقارنته مع العام الماضي والذي كان فيه المستخدمين يرسلون 10 ملايين صورة فقط في اليوم الواحد. ولكن هناك تحذير بالنسبة لشركة Snapchat، وهو ضرورة أن تقوم هذه الأخيرة بإستهداف المزيد من الفئات العمرية، فقد أظهرت الإستطلاعات أن 26% من مستخدمي التطبيق تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 سنة، وأقل من 5% هم البالغين الأكبر سنا من 29 سنة الذين يستخدمون التطبيق. وهذه الأرقام تشير إلى أنه لا يزال لدى تطبيق Snapchat مجال في النمو عبر إستهداف فئات عمرية جديدة، لتصبح بذلك شركة إنستاجرام المقبلة.

المصدر.