في الحقيقة، قصة HTC بدأت تشعرنا بالخوف قليلا، وذلك بسبب تشابه أوضاعها الحالية مع أوضاع العديد من الشركات التقنية التي أصبحت على مشارف الإفلاس. ومنذ العام 1997 والذي تأسست فيه الشركة، فقد كانت HTC تعتبر واحدة من أكبر المصنعين في العقد الماضي، ولكنها اليوم في طريقها للإعلان عن خسارتها المالية الثانية على التوالي في الربع الرابع من هذا العام. وبالنظر إلى تاريخها، فإن شركة HTC لم تعلن ولو لمرة واحدة عن تكبدها لخسارة مالية حتى الربع الماضي والذي أعلنت فيه الشركة أنها تكبدت خسائر مالية كبيرة بسبب ضعف الإقبال على هواتفها الذكية.
هذه الأخبار وردتنا مباشرة من التوقعات المالية لشركة HTC للربع الرابع من هذا العام. ووفقا للشركة التايوانية، فمن المتوقع أن تحصد الشركة إيرادات تتراوح قيمتها بين 1.4 مليار و 1.5 مليار دولار. وهذه توقعات أقل من تقديرات المحللين والذين يتوقعون أن تتمكن HTC من إستقطاب إيرادات بقيمة 1.8 مليار دولار في هذا الربع. وعلى ما يبدو، فإن جهود HTC لخفض النفقات وتجنيد بعض المساعدة للتسويق غير قادرة على زيادة الطلب على منتجات الشركة.
يبدو أن بيع شركة HTC لحصتها البالغة نسبتها 25% في شركة Beats Electronics غير قادرة أيضا على وقف الخسائر التي تعاني منها الشركة. وأفادت مصادر متعددة بالفعل بأن الشركة التايوانية تعمل على مجموعة جديدة من الأجهزة المتوسطة والمتدنية المواصفات الموجهة للسوق الصيني والتي تأمل من خلالها شركة HTC أن تزيد من إيراداتها السنوية وبالتالي وقف نزيف الاموال.
إنخفضت أسهم شركة HTC بنسبة 7% في الساعات قبل حتى الإعلان عن التوقعات، وهذا ما يمثل أكبر إنخفاض في أسهم الشركة منذ شهر أكتوبر من العام الماضي. بدون أدنى شك، هذا يضع شركة HTC في موقف صعب للغاية، وأحوال شركة HTC الحالية تشبه إلى حد كبير أحوال العديد من الشركات الأخرى التي تحدثنا عنها كثير هذا الأسبوع. ومع ذلك، فإننا لم نتخلى عن HTC بعد، ونحن نأمل أن لا تتخلى عنا الشركة أيضا.