قد يكون عام 2013 هو أفضل عام للشركة التايوانية، ليس على سبيل الأرباح فهي تواصل الخسائر، لكن من المنتجات التي قدمتها الشركة خلال هذا العام و الذي خولها أن تنافس لحد الوقت الراهن عمالقة الشركات، هاتف HTC one كان ضربة البداية لهم، لكن كيف أبلت الشركة خلال العام الحالي؟ في البداية لنتحدث عن هواتف الشركة و كيف كانت.
شركة HTC لها تاريخ عريق و مشرف، فإبتكاراتها لم تتوقف خلال الأعوام السابقة، لكن في الحقيقة لم تتمكن الشركة من منافسة سلسلة الأس و الأيفون، إلا أن هاتف HTC one كان مختلفاً إختلافاً جذرياً، هاتف كان له مميزات جعلت منه أحد أفضل الهواتف خلال العام الحالي. HTC كانت كالشخص الذي يحتضر و يحاول القيام بأي شئ، فيضع كل ما يملك في سبيل شئ لعله ينقذه. فما قامت به الشركة إلا أن أعلنت عن هاتف لا يصنعه سوى الكبار. فعند الإعلان عن هاتف one، لم يكن مجرد هاتف يعلن عنه و يصبح في طي الكتمان، كسابق هواتف الشركة، بل إن ما حمله الهاتف من خصائص خولته بأن يكون أحد أفضل الهواتف و مقارعة الكبار. HTC عرفت كم يعشق المستهلكون التصاميم الخاص بالهواتف و أصبحت أحد النقاط الأساسية في الهواتف الذكية، فلاعجب أنها طرحت هاتف جميل و قد يكون الأجمل خلال العام الحالي، دون نسيان شاشتها الرائعة و مكبرات الصوت و أداء الهاتف بشكل عام.
الهاتف نال إعجاب الكثير من المستهلكين، بالطبع لكل مجتهد نصيب، بعد طرح الهاتف في السوق بمدة، أعلنت الشركة عن بيع خمسة ملاين نسخة من هاتفها، إلا أن عدم وصول الهاتف لجميع الأسوق و بكميات كبيرة، جعل الكثيرون ينتقلون لشركات أخرى. الشركة لا تملك الخبرة الكافية التي تخولها أن تصنع هاتف متكامل أو قليل السلبيات. كاميرا الهاتف و التي تعمل بتقنية الألترا بيكسل كان يتوقع منها الكثير، و كان قد يكون هاتف نوكيا بنظام الأندرويد، إهتمامها بالكاميرا يأتي أيضاً بسبب إهتمام البعض بكاميرا نوكيا و أداءها و الأراء التي خرجت بعد الإعلان عنه، فكانت تريد المنافسة بكل ما تملك و بأكبر عدد ممكن من الأشياء. الكاميرا كانت جيدة، لكنها لم تكن كالتي توقعناها، فمع كل ما قالته الشركة عن تقنية الألترا بيكسل و بسحبها لأكبر كمية ممكنة من الضوء في الظلام، إلا أنها كانت غير واضحة في الليل، كما أن صور الهاتف لم تكن دقيقة بما فيها الكفاية.
على الجانب الأخر فإن شاشة الهاتف تملك أكبر عدد من البيكسلات في كل إنش بين الهواتف الذكية التي تحمل شاشات fHD، بطارية قوية جداً و سلاسة في الأداء. لكن هنالك نقطة سلبية أخرى في الجهاز، السوفتوير، نعم الهاتف سيقدم لك ملخص الأخبار في واجهة هاتفك و عرض ملخص للفيدوات، لكن يجب على الشركة أن تهتم أكثر بهذا الجانب، فأساس نجاح سامسونج هو السوفتوير الخاص بها، لامانع من الحركات البهلوانية التي قد تجذب الأنظار، لكن في الواقع المستخدمين يريدون مميزات أكثر في الهاتف، أضف على ذلك بأن الهاتف قريب من النسخة الخام من الأندرويد. أعتقد على الواجهة القادمة من الشركة أن تحتوي على مميزات و سهولة أكبر في الإستخدام.
الشركة أدت أداء رائعاً و قوياً خلال هذا العام، إذا ما طورت كاميرة هاتفها مع الإهتمام أكثر بسوفتوير الهاتف، سنتوقع منافسة أقوى و أشرس مما كان عليها الهاتف. بالتأكيد لا نستطيع لوم الشركة، فهي لم تتوقع هذا الإهتمام و منافسة هواتف الشركات العملاقة بالإضافة لبعض العقابات التي واجهتها.
HTC قامت أيضاً بالكشف عن هاتفين مشتقين من الهاتف الأول، واحد صغير و الأخر كبير. حسناً، كاميرا الهاتفين لم تتغير، وهو أمر مستغرب من الشركة التي تم إنتقاد هذه النقطة في هاتفها الأخير، لكن قد يكون الدافع وراء ذلك هي خسائر الشركة و العمل على الربح أكثر من الخسارة. لكن عليها أن تعرف أنه في مجال المنافسة عليها أن تبعد الجانب المالي عن القسم المختص في صناعة الهواتف. دخول الشركة لسوق الفابلت كان أمراً جيداً، الهاتف لم يقدم التجربة الحقيقة للفابلت، لكن هذه تعتبر خطوة البداية بالنسبة للشركة.
HTC لم تتوقف عند الهواتف الراقية أو بالأحرى سلسلة الـ one، فلازالت تنافس في مجال الهواتف منخفضة التكلفة و المتوسطة كسلسلة Desire. السلسلة لم تكن مرضية، فأغلبها موجهة للطبقة المنخفضة، لعل أضعف الهواتف هو Desire 200 و الذي يأتي بمعالج أحادي النواة و بقوة 1 جيجا هيرتز و شاشة 3.5 إنش بكثافة 320 × 480. أما أقوى هاتف لدى الشركة فهو Desire 601 بمعالج Qualcomm Snapdragon 400 ثنائي النواة بقوة 1400 جيجا هيرتز. لكن أين الهاتف المتوسط؟ كان من الأجدر بالشركة أن تقوم بطرح هواتف متوسطة القوة و أخرى ضعيفة، فمن المهم طرح هواتف تناسب جميع الأذواق.
الشركة لم تقم بطرح أي هاتف يعمل بنظام الويندوزفون خلال العام الحالي، و هي نقطة سلبية. فمن صالح الشركة أن تقوم بإستهداف النظامين. HTC قد إستسلمت بعد الأداء الذي تقدمه نوكيا في الويندوزفون. HTC تعاونت مع فيسبوك لإنتاج هاتف ذكي بواجهة الفيسبوك، الهاتف فشل في و لم يحقق أمال الشركتين، لعل السبب هو واجهة لانشر فيسبوك الذي لن يفيد سوى محبي هذه الشبكة.
أما عن إدارة الشركة، فقد كانت سيئة لحدٍ ما. إذا كانت الشركة صنعت هاتف ولاقى إهتمام من المجتمع التقني، هل تعتقد الشركة بأن هذا سيجعل الهاتف يبيع الملايين؟ فكم عدد المهتمين بالتقنية؟ كان من الأجدر بالشركة القيام بحملة إعلانية ضخمة، صحيح أنها كانت أحد المعلنين الكبار في مسابقات عريقة كبطولة أبطال أوروبا، لكن هل هذا كافٍ؟ بالطبع لا، حتى مع تعاقدهم مع أحد مشاهير Hollywood، لم يكن ذلك الإعلان بالمستوى المطلوب و فرطو بشهرته مقابل توفير بعض المصاريف. لماذا لا تقوم الشركة بالتعاقد مع أحد الشركات الإعلانية و تتولى هذه الشركة مهمتها؟ فعندها ستقوم هذه الشركة بالتسويق و عمل دعايات لها، فهنالك الكثير من الشركات العالمية التي تتعاقد مع شركة مختصة في الدعاية و الإعلان للترويج عن منتجاتها.
على الجانب الأخر، الشركة لا تزال تنزف أموال، خسائر بالملايين قد تطيح بأملنا بمشاهدة هاتف رائع و أفضل خلال العام القادم، فالشركة لا تعيش أفضل أيامها. أعتقد أن لو قامت الشركة بالبحث عن مستثمرين يقومون بإنعاش خزينة الشركة بمبلغ مليار أو أكثر كما فعلت بلاكبيري، سيكون أفضل. حيث أنها لن تقوم بالإهتمام بالجانب المادي الذي و بلا شك سيضرب بالمؤسسة ككل و عملها و إبداعها.
الملخص.
الشركة خلال هذا العام نضجت كثيراً، و أدائها أفضل من العام الماضي، و أصبحنا ننتظر جديد الشركة و نترقب كل ما يتعلق بها. مستوى الشركة ككل إرتفع عن العام الماضي بشكل كبير، و ذلك يحسب للعمل الذي قامت به إدارة الشركة. مع بعض السلبيات التي ظهرت في الشركة، فهذا أمر إعتيادي إذا ما كانت تريد أن تكون أحد أقوى و أفضل الشركات، فالشركات الكبيرة تنتقد بشكل أكبر. المهم أن على الشركة في العام القادم أن تتفرغ في الإبداع، و مواصلة التركيز على جميع جوانب الهاتف، و تأجيل التفكير في مخزونها المادي و دفع أموال ضخمة في سبيل الإعلانات لجذب إهتمام أكبر نحوها و نحو علامتها التجارية.